إن الزواج هو الخطوة الأولى نحو تأسيس الأُسرة، والقاعدة الأولى لتشكيل المجتمعات البشرية، وإذا ما تمت تلك الخطوة على أُسسٍ صحيحة سينعم المجتمع بالاستقرار الاجتماعي، وقد تطوّرت المفاهيم لدى الناس، وغابت النمطية عن كيفية تحديد خياراتهم، وانحسرت تدريجياً مظاهر التبعية للعادات والتقاليد، والتمسك الأعمى بالمعتقدات الاجتماعية الخاطئة، فما زال البعض يؤمن بأنّ الزوجة الجميلة مفتاح السعادة، وأنّ الارتباط بالأقارب يُعزّز التعاضد الاجتماعيّ.
كيفية اختيار الزوج/الزوجةيحتار الرجال أو النساء في كيفية اختيار شريك المُستقبل، فتلجأ النساء إلى الصديقات، وشرح حيرتهن للأُم والأخوات، فيما يُفضلَ بعض الرجال أخذ الفترة الزمنية اللازمة للتفكير بالارتباط، أو استشارة الأهل والأصدقاء، وفيما يأتي سنذكر بعض الأُسس التي يمكن الرجوع إليها لاختيار شريك المُستقبل:
معايير تتعلق بالعمرتتباعد في بعض الأحيان المسافات الزمنية، والسنوات بين الزوجين، فترى الزوج يكبر زوجته بعشر سنواتٍ أو أكثر مما يجعل علاقة زوجته به مُستغربةً، ولا يبدو أنّهما متوافقان أو مُنسجمان لذا من الضروريّ أن يكون الفارق العُمريّ بينهما معقولاً، ولا يتجاوز على الأغلب الثماني سنوات؛ وذلك لأسبابٍ عديدة أهمها: أنّ الزوج الذي يكبر المرأة بأجيال لن تشعر هي بالاستقرار معه فهي دائماً ستشعر بخللٍ ما في علاقتهما، والإحراج عند مرافقته في بعض الأمامن، والمناسبات الاجتماعية.
معايير التوافق النفسيلا بُدّ أن يشعر الزوجان بالانجذاب لبعضمها البعض، ويتحقق بينهما ما يُدعى بالقبول والانسجام أو (كيمياء التوافق) فمن الصعب أن ينجح زواج اثنين يشعران أنّهما لا ينتميان إلى نفس (الكوكب)، كما أنّ التعارض الشديد بين وجهات النظر حول الحياة، ومجالاتها المُتعددة، يُعيق الزواج فكيف لزوجةٍ تؤمن باستقلالية علاقتها الزوجية، عن أهل الزوج أو أهلها، أن تستمر في حياتها مع زوجٍ يُصر على خدش الرباط المُقدَس بينهما بفضح أسرارهما أمام العائلة، واستمرار الارتباط بالأُم، وتوكيلها عوضاً عن الزوجة، بالعديد من المهام في حياته الأُسرية.
معايير ماديةتتضمن توفّر مسكن الزوجية، ووظيفةٍ للزوج تسمح له بتغطية تكاليف الزفاف، ومصاريف المعيشة، ويُخطئ بعض الشبان المتعجلين بالزواج عندما يُراكمون الديون من أجل إتمام تأثيث المنزل، أو تغطية النقص الحاصل في تكاليف الزواج، من ناحيةٍ أُخرى يقف التمسك بالمعايير المادية عائقاً أمام الزواج كإصرار والد العروس على رفع مهر بناته، واعتبار زواجهن فُرصةً، لتكثير مخزون الجيوب، فيما تغضّ بعض النساء الطرف عن الرجل الذي يتعلق بالمادة دون غيرها، وينظر إلى الحياة من منظورِ تكثير المال لا أكثر.
حقائق في فترة الخطوبةإنّ فترة الخطوبة هي مرحلةٌ للتعارف بين الشخصين المُقبلين على الزواج وفي بعض الأحيان يصعب تحديد طباع الخاطبيّن، لكن يستطيع كل منهما اختبار الآخر عمداً، أو مُراقبة سلوك الآخر كأن تُجرّب المخطوبة الطلب من خطيبها الذهاب إلى أحد المطاعم الفاخرة بمناسبة عيد ميلادها، وتلاحظ أنّه يتهرب من ذلك، خشية الدفع رغم الرفاهية التي يتمتع بها مثلاً وبذلك تعرف المخطوبة أنّها على وشك الارتباطِ بزوجٍ (بخيل)، وفي كلّ الأحوال عندما يتحدث المخطوبان عن الحياة في جلساتهما يستطيعُ كلّ طرفٍ منهما، تشكيل فهمٍ أوليّ عن طريقة تفكير الآخر.
المقالات المتعلقة بموضوع حول الزواج